سلام من الرحمن يغشاكم .. وبركة منه تعالى تنالكم ..
أحبتي من .. قبل أيام شاهدت برنامجاً في غاية الروعة وهو لشيخنا :
( صالح المغامسي )
ذاك الشيخ الورع ، التقي ، الذي إذا رأيته زاد إيماني فهكذا هم الصالحون إذا رأيتهم ذكرت الله جل
جلاله وهذا رزقٌ وهبه ربي لهم لأنه أطاعوه مااستطاعوا واخلصوا له سبحانه أحسبه كذلك ولله
حسيبه ولا أزكي على ربي أحداً .. هذا الشيخ فتح ربي عليه في فقه الآيات وتدبرها وفهمها .
فأسأل ربي أن يفتح علي وعليكم تدبر القرآن وفهمه وحب دراسته اللهم آمين ..
حاصل الأمر ، أنه قال في تلك الحلقة فائدة لأول مرة أعرفها .. يقول أن رسول ربي عليه الصلاة والسلام كان في بعض الأحيان عندما يكبر لصلاة القيام يعني آخر الليل يقول :
الله أكبر << تكبيرة الإحرام ..
ثم يبدأ بدعاء أستفتاح مغاير لما نكرره دائماً .. فكان يقول رسولنا عليه الصلاة والسلام ( صلوا
عليه ) : الله اكبر عشراَ وسبحان الله عشراَ ولا إله إلا الله عشراَ واستغفر الله عشراً ..
ثم يقول : اللهم اغفر لي وأهدني وارزقني وعافني ..
وأخيراً : ( اللهم إني أعوذ بك من الضيق يوم القيامة ) عشراً " ثم يبدأ بالفاتحة ثم ماشاء من السور ..
وشرح " اللهم أعوذ بك من ضيق المقام يوم القيامة " للشيخ / صالح المغامسي من برنامج الدر المنثور الحلقة التاسعة عشر ..
يقول شيخنا :
يجعلك هذا تنيخ مطاياك ، هذا نبينا صلي الله عليه وسلم الذي غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما
تأخر ، يتعوذ بالله من ضيق المقام يوم القيامة ، والعاقل لا يمكن أن يسمع هذا الحديث فيمر عليه
من غير أن يعظه ، لا بد أن يعلم أن وراء كل أحد ضيق مقام يوم القيامة ، هذا الأصل لكن ضيق
المقام يوم القيامة ينجي الله به أن يتعوذ المرء بالله منه وأن يكون للعبد عملاً صالحاً يقبله الله جل وعلا ..
إن إسرافنا في التعلق بالدنيا أحياناً يجعلنا شئنا أم أبينا ننسي كثيراً أهوال الآخرة ، والمقام بين
يدي الله جل وعلا يوم يقوم الأشهاد ويحشر العباد ولهذا كلما كان من حولك كثير الكلام عن الآخرة
متذكراً لها كان حرصك علي أن تكون قريياً منهم أولي وأن تلتحق بهم أحري ، أما أن تكون مجالسنا
كلها أو غالبها أو جلها لا حديث لنا فيها إلا الدنيا وتشاحن أهلها فيها ، فرق بين حديث دنيوي ممتع
ويين حديث ينجم عنه فضل ، ينجم عنه فائدة ، ينجم عنه خير ، ما بين حديث يتكلم في الأموال
وكيفية كسبها والأغراق فيها وذكر فلان كيف أصبح وذكر فلان كيف أمسي ديناً ومالاً ، هذا كله يجعل
العبد يصيبه شيء في قلبه ، فإذا أوي إلى فراشه ، قل ما يخلو في هذه الأحوال من حسد ومن
تذكر كيف أنعم الله علي زيد ، كيف أنعم الله علي عمر ويصيبه ما يصيبه خاصةً إذا كان رقيق الحال
وكثير العيال أو له مطامع دنيوية لا تنتهي وهذا يشكل علي العبد ..
أنتهى تعليق الشيخ ..
وأنا أقول لنفسي ولكم .. لنطبق هذه السنة التي لم أعرفها إلا الآن وعلموها غيركم فإن لقيام
الليل لحلاوة لا يعرفها إلا من ذاقها وكم نحرم من القدرة بقيام الليل بمعاصينا فأسأل الله لي ولكم
السلامة .. ولعل تغيير دعاء الإستفتاح فيما بين الفينة والأخرى سبب رئيس في إعانتك على
الخشوع في الصلاة لأنك ستركز في قوله أما إن كنت معتاد على شيء معين فسوف تجد نفسك
قلته تلقائياً من غير أن تتدبر معانيه .. وهذا للأسف مايحصل معنا في صلواتنا ..
وأخيراً .. أستودعكم ربي الذي لا تضيع ودائعه